بقلم: أ. دانيه السليماني
أعلم أن أول ما يتبادر إلى ذهنك عند سماع عبارة “إنا لله وإنا إليه راجعون” هو أن أمراً ما قد حدث !.. وذلك لأننا اعتدنا قول هذه العبارة عند سماع خبر محزن أو غير معتاد.
لكن إذا تدبرنا المعنى الآخر لهذه العبارة، سنجد أنه يذكرنا بالمكان الذي سنلتقي فيه، مهما طال ابتعادنا، مهما اختلفت آراؤنا، وألواننا، مهما افترقنا سنلتقي!
سنلتقي عندما نرجع أنا وأنت لله الذي أوجدنا لنكتشف عندها أننا نحمل ذات النور، وذات الشرف، وذات الخلافة، فلكل منا رسالته في هذه الحياة.
تُرى كيف ستكون رؤيتنا للحياة ولبعضنا البعض عندما نرجع؟ وكيف سيكون الرجوع !
فهناك من يحتاج للعزلة حتى يرجع لله، ومنا من يحتاج للصمت، وهناك من يرجع لله بعد فقد شخص، عمل، مكان، أو قدرة كان يمتلكها.
ومن يرجع بعد أن حقق كل أحلامه وطموحاته.
نرجع للكريم ذو الفضل، نرجع للسميع الذي لم يسمعنا أحد سواه، نرجع للجبار ليجبر قلوبنا بعد كسر مؤلم، نرجع للشافي بعد مرض عجز عنه الأطباء.
قد تختلف الطرق والأسباب..
لكننا حتماً سنرجع لذات المصدر (الله) طالت مدة الغياب أو قصرت! .. سنرجع في الشباب أو في الشيب أو حتى قبل أن نغادر هذه الحياة، أو بعد مغادرتها.
لكننا سنرجع.
فإذا رأيت شخصاً منحرفاً كما تعتقد، فتأكد أنه سيرجع لا محالة، كل مافي الأمر أنه تاه أو لا يعرف الطريق .
إذا رأيت شخصاً يقاتل على الدنيا ومشغولاً بها، فاعرف أن وقت رجوعه لم يحن بعد لكنه سيرجع.
سنرجع جميعاً وننعم..
سوف نرتاح من كل هذا التعب..
سنُبَشّر، ونضحك، ونهنىء..
كيف لا، وصاحب الفضل، الباقي والأول والآخر هو الله .
” إنا لله وإنا إليه راجعون”