بقلم : أميرة محمد أبو جامع
روى الإمام أحمد في صحيحه ، قول أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتان تنتطحان ، فقال: يا أبا ذر ، هل تدري فيما تنتطحان ؟ قال : لا .فقال صلى الله عليه و سلم : ولكن الله يدري ، وسيقضي بينهما.
استشعار أن الله يراك ، ويعلم كل شيء أمر عظيم ، فهو ينبت في القلب مخافته و حبه سبحانه وتعالى ، لتنير السراديب المعتمة في حياتنا ، ولنستبصر الهدى ونعيش حياة الرضى .
لكن الله يدري كلمة سهلة القول ، كبيرة المعنى والأثر . فمهما ضاقت بك الدنيا ، وأغلقت أمامك السبل ، ردد دائما هذه الكلمة ، لتجد أن الحزن والهم قد انزاح وذهب .
نبي الله يعقوب عليه السلام حينما فقد ابنه ، وضاق صدره ذرعا قال : “إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون ” يشكو همه لله ، لأنه يعلم ما في قلبه. فهو متيقن أن الله يدري وأنه قريب .
تيقن دائما أن الله معك في كل شدة ورخاء ، وفي كل أمن وخوف ، وفي كل فرح وحزن ، بل في كل عمل تقدمه لمن يستحق أو لا يستحق .
لعلي أختم هذا المقال بتلك القصة وذلك المثل الذي ضربه الربيع في موقفه مع جاره ، فهلموا معي لنعرفه ؛ حيث قيل أن الربيع بن خيثم قال لأهله : اصنعوا لنا خبيصة ( أي: حلوى مخبوصة من التمر والسمن ) . قيل : فصنعوه ، ثم ذهب به إلى جار له مصاب ، فقد كانت به ضرب من الجنون ، فأخذ يلقمه ، ولعاب الرجل يسيل . فلما فرغ ، قال أهل الربيع : تكلفنا وصنعنا ثم أطعمت هذا المجنون ، ما يدري هذا ما أكل ، فرد عليهم الربيع قائلا : (ولكن الله يدري) . حقاً عندما يكفيك علم الله يسعد قلبك ، وتطمئن روحك ، ويزيد إيمانك وثقتك بالله المولى النصير ، لذلك ردد في كل حين (ولكن الله يدري).